تعزية في وفاة المرحوم بإذن الله زين العابدين قاشة

لم تكن وجنتيه المحمرتين على الدوام، لتسعفه يوما في حجب روح وطيبة وقلب الطفل الوديع الذي ظل يسكنه على تعاقب مراحل وعقود مسيرة حياته وعمره،

 ولا صرامة وخشونة رجولة صوته،

 ولا جلال صدى تعالي صيحاته،

 ولا قوة نبرات مخارج بلاغة خطاباته،

 ولا توهج عيناه البراقتين،

 في أن يجعل مخاطبه ولا كل من عاشره أو كانت له مناسبة التعامل معه، أن يشعر اتجاهه يوما بغير الود والأمان والصدق والبساطة، من دون الحاجة لاستعمال صندوق أدوات التحليل والضبط والتأويل والتحفظ والاحتياط والتحرز والتشفير…، بل الشخص كان  وجهة توحي لك بالأمان من نظرتها الأولى،  وبالسكينة عند ردها التحية  عليك، وبالثقة من جاوبها المباشر على استفسارك…كيف يكون غير ذاك وهو زين العابدين،  زينة من زينة  مرحلة مهمة  في  مسيرة حياة جهاز مفتشي الشغل المغربية، انه بامتياز وباستحقاق وتميز وتفوق المرحوم زين العابدين قاشة الذي وافته المنية لية أمس، في غفلة منا، قاشة زين العابدين الخاشعين  الذي انتزعه القدر منا ليسكنه رفقة الحي الذي لا يموت.

ليلة أمس، سقطت ورقة زين العابدين قاشة من شجرة جيل ذي شأن من أجيال جهاز تفتيش الشغل ببلادنا ، ومناضل صادق صدوق ركب زورق الدفاع وتمثيل  مصالح وحقوق الموظفين والمواطنين، وترك فينا أخلاقه وممارساته وما حققه من مكاسب لكل من ناضل من أجلهم، عبرة وموعظة حسنة  لنا جميعا. والله نسأل له في جمعية الأعمال الاجتماعية الرحمة والمغفرة والثواب، ولعائلته الصبر والسلوان ولزملائه وأصدقائه العزاء الجميل وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .